يعتبر الخليج العربي بشكل عام، بحكم الموقع الجغرافي والمناخ السائد في المنطقة، وطبيعة قاع البحر والأعماق، بيئة بحرية فريدة ومتميزة، حيث تنفرد مياهها بخصائص وصفات طبيعية وكيميائية وبيولوجية تنعكس على الحياة فيها، وتضفي عليها صفات نادرة من أهمها قدرة التحمل للمتغيرات السريعة والكبيرة في درجة حرارة مياه البحر السطحية ودرجة الملوحة على مدار السنة. وعلى الرغم من تشابه غالبية الأسماك والكائنات البحرية الأخرى المتواجدة في مياه الخليج مع مثيلاتها في منطقة المحيط الهندي والمناطق الاستوائية الأخرى في العالم، إلا أنه من الثابت أن بعضها يختلف كماً ونوعاً في مياه الخليج العربي.
اللافقاريات البحرية
هي مجموعة من الحيوانات البحرية ليس لها عمود فقري أو هيكل عظمي، وتفتقد أيضاً إلى الخصائص المتقدمة والمتطورة في الأسماك والثدييات البحرية (الفقاريات). وتمارس جميع الأنشطة التي تميز الكائن الحي مثل التغذية والحركة والتكاثر، وتضم هذه العائلة أنواعاً عديدة معظمها زاهي الألوان ومنها الإسفنجيات والمرجان الصلب والناعم، قناديل البحر، وشقائق البحر (شقائق النعمان) والديدان المروحية وكذلك القشريات والرخويات والحيوانات قنفذية الجلد.
الإسفنجيات
هي حيوانات بدائية بسيطة تتركب من عدد من الخلايا الملتحمة فيما بينها، وتتواجد في البحر مثبتة بالصخور أو مواد صلبة أخرى مثل المراكب المطمورة أو أعمدة آبار النفط في البحر.ينساب ماء البحر إلى داخل حيوان الإسفنج بشكل مستمر من خلال الثقوب الدقيقة المنتشرة على الجسم كله، وبذلك يتم امتصاص الأوكسجين اللازم للتنفس والتغذية بالعوالق الحيوانية والنباتية المجهرية (البلانكتون) ثم تندفع المياه مع الفضلات إلى الخارج من خلال فوهات أخرى، وتأخذ الإسفنجيات أشكالاً وألواناً عديدة وبأحجام مختلفة، قد ينمو بعضها إلى أكثر من متر تقريباً.
الجوفمعويات
ينتمي إلى هذه المجموعة حيوانات مختلفة الأشكال والطبائع، زاهية الألوان تشبه النباتات الملتصقة بالصخور ومثيرة للانتباه، وهي حيوانات بحرية تعيش فرادى أو تكون مستعمرات ضخمة، والتركيب الأساسي لهذه الحيوانات يكمن في تجويف مركزي بطني يقوم مقام القناة الهضمية يسمى (البوليب)، وتتغذى على العوالق المجهرية (البلانكتون) حيث تقوم البولييات بواسطة اللوامس المزودة بخلايا لاسعة تدفعها ناحية العوالق وتمتصها من الماء إلى داخل البوليب، ويتم التخلص من الفضلات من خلال نفس التجويف. وهذه المجموعة تشمل الشقائق البحرية (شقائق النعمان) وقناديل البحر والمرجان الناعم والصلب. وجميعها تصلح للتربية في الأحواض مع مراعاة متطلباتها الغذائية الخاصة بها. تنقسم هذه المجموعة إلى ثلاث طوائف هي:
أولاً: طائفة الحيوانات الهدرية
وتضم حيوانات تكون إنفرادية أو تعيش في مستعمرات، ومن أهم أمثلتها (الأوبيليا) وهو حيوان هدري يلتصق بالصخور أو النباتات البحرية بين حدي المد والجزر ويكون مستعمرات كبيرة. ويتم التكاثر هنا بطريقتين أحدهما لاجنسي (بالتبرعم) والثاني جنسي بتكوين طور وسطي يسمى (الميدوزة).
ثانياً: طائفة الفنجانيات
تشتمل هذه الطائفة على قناديل البحر (الدول) بأنواعها، وهي حيوانات تعتمد في حركتها أساساً على الأمواج والتيارات البحرية لنقلها من مكان إلى آخر. والطور البارز في هذه الحيوانات يسمى (الميدوزة) وهو قرصي الشكل عادة يشبه المظلة، وجيلاتيني القوام يتراوح قطره في معظم الأنواع بين 7- 30 سنتيمتراً أو أكثر في بعض أنواعها الأخرى ويتدلى من المظلة الجيلاتينية عدد كبير من اللوامس تختلف في الطول حسب النوع، وهذه اللوامس مزودة بخلايا لاسعة سامة يسبب جروحاً وإلتهابات حادة في الجلد. وهناك أنواع منها قاتلة للإنسان مثل (القنديل الصندوقي) التي تتواجد في استراليا وقد تمتد مظلتها ولوامسها إلى عدة أمتار، وبفضل من الله سبحانه وتعالى، لا تتواجد هذه الأنواع في الخليج العربي.
ثالثاً: طائفة الشعاعيات
تشتمل هذه الطائفة على شقائق البحر (شقائق النعمان) بأنواعها، والشعاب المرجانية الزهرية الرخوة، والشعاب المرجانية الصلبة. وشقائق البحر يعيش معظمها فرادى، أجسامها تتكون من لحم هلامي متصلب على شكل بوليبات إسطوانية، تتكون من القاعدة، والجذع أو الساق، والفم القرصي المحاط بلوامس تحمل خلايا لاسعة تستخدمها لاصطياد فريستها أو في حالة الدفاع عن نفسها، وتعيش بعض الانواع مثل أسماك القعيس والمهرج، حياة تكافل مع هذه الشقائق البحرية. ويمكن تربية وتكاثر هذه الشقائق البحرية في الأحواض بتوفير الغذاء والإضاءة المناسبة لها .
أما الحيوانات المرجانية الزهرية الرخوة، تتواجد عادة في المياه العميقة والبعيدة عن الشاطئ تختلف أنواعها وأشكالها وألوانها، فبعضها تأخذ شكل العصى الرخوة المغطاة بنسيج ناعم تبرز من البوليبات بألوان زاهية مختلفة، وبعضها الآخر نراها وكأنها فروع الأشجار والنباتات متشابكة مع بعضها البعض، ولها هياكلها المحورية المدعمة بشويكات جيرية، ومنها المرجان المروحي (جورجونيان) والمرجان الأسود (اليسر) الشجيري الشكل وقوامها قرني غالباً. يمكن تربيتها في الأحواض مع مراعاة متطلباتها الغذائية وتوفير الإضاءة المناسبة لها.
والمرجان الصلب، تقوم كل من بوليباتها الرخوة بفرز مادة كربونات الكالسيوم لتكوين أساس الهيكل الصلب، والأشكال المختلفة من هذه الشعاب المرجانية ما هي إلا مستعمرات ضخمة وأعداد هائلة من تلك البوليبات. وتعيش وتنمو هذه الشعاب في المياه البحرية الضحلة والدافئة نسبياً، وصافية لا ينحجب عنها ضوء الشمس مع توافر الغذاء، وتعتبر الشعاب المرجانية من أكثر البيئات إنتاجية وتنوعاً في الأشكال والألوان، ويعيش فيها أغلبية الأسماك واللافقاريات البحرية. ويمكن تربية وتكاثر أنواع عديدة من هذه المراجين في الأحواض مع مراعاة متطلباتها الغذائيو وتوفير الإضاءة المناسبة لها.
الديدان البحرية
تنقسم هذه الديدان إلى قسمين: شعبة الحلقيات وشعبة المفلطحات وجميعها تعتبر من المكونات الغذائية الأساسية لأعداد كبيرة من الأسماك والقشريات واللافقاريات الأخرى، وتلعب دوراً كبيراً في عملية التوازن الطبيعي في البيئة البحرية. وبلا شك تعتبر الديدان المروحية من أجمل فصائل هذه الديدان، وأجسامها تكون محمية بأنبوبة قرنية مرنة تكون عادة مدفونة في الطمي والرمال، ولها مجسمات ملونة تسحبها إلى داخل الأنبوبة كلما أحست بالخطر. وبعض أنواعها تصلح للتربية في الأحواض مع مراعاة متطلباتها الغذائية الخاصة بها.
القشريات
تتكون عائلة القشريات من أنواع كثيرة، تتميز أفرادها بأرجلها المفصلية وهياكلها الكلسية الخارجية، وتقوم هذه القشريات في مراحل نموها على استبدال هيكلها الخارجي بهيكل جديد مرة كل ثلاثة أشهر تقريباً. وتحمل الرأس عادة، قرنين استشعار للإحساس والبحث عن الغذاء. ومن أهم هذه القشريات: السرطانيات البحرية (القباقب) والربيان وأم الربيان. وبعض هذه الأنواع تصلح للتربية في الأحواض المائية، ولكن القباقب وام الربيان سوف تفترس الأسماك الصغيرة