حائل (السعودية)- فرحان الجارالله
إيماناً منا بأهمية المجال التوعوي في مناح كثيرة ومواكبة لتطورات العصر الحديث الذي صار فيه العنصر الاتصالي هو المهيمن والركيزة الرئيسة في تحويل العالم إلى قرية إلكترونية بالغة الدقة والانسجام. ولأن خدمة الجوال تمثل إحدى الظواهر في ثورة الاتصالات الحديثة فإننا نشرح جزئية معينة تتعلق ببعض الأخطار التي يتسبب بها الاستعمال غير المقنن للجوال، وتحديداً لأولئك الأشخاص الذين يستخدمون النظارات الطبية أو الشمسية، والذين يعتبرون الأكثر عرضة للخطر من غيرهم والطريقة المثلى لحماية عيونهم من الأشعة المنبعثة من جسم جهاز الجوال! في البداية أجرينا مسحاً عشوائياً وحوارات مع عدد من الأشخاص الذين يرتدون النظارات وما إذا كانوا قد سمعوا أو قرأوا أو هل لديهم أي فكرة عن الخطورة المضاعفة لأشعة الجوال على عيونهم أكثر من غيرهم ممن لا يستعملون النظارات فكانت المفاجأة مذهلة! م. عبدالله الحربي يقول: إنه سبق له أن قرأ وسمع عن أخطار الجوال من خلال المؤتمر الذي عقد في القاهرة، ولكن حول هذه الجزئية بالذات فهو يسمعه لأول مرة. و يعتبر ذلك كلاماً منطقياً ويحتاج إلى المزيد من الدراسات والبحوث. أما المهندس صالح العنبري فذكر أنه لا علم له بأمر كهذا إطلاقاً..! ولكنه ألمح إلى أنه يتابع كل ما يكتب عن مخاطر الجوال والأشعة الصادرة عنه والتي يقال إنها تؤذي السمع! وفي هذا الإطار التقينا بـــ د. صابر حلمي زين الدين أستاذ الهوائيات والموجات الكهرومغناطيسية بمركز التدريب بالرياض فقال: ترجع صعوبة دراسة تأثير الهاتف الجوال على صحة الإنسان بدقة فائقة إلى عدم القدرة على أخذ عينات من مستخدمي هذه الأجهزة والكشف عليها.. ولقد لجأت شركات الهاتف الجوال إلى النفي المطلق بعدم وجود أي أخطار صحية من استخدامه، ولذا فطالبهم بعدم معاملة الجمهور كطفل غير واع لا يستطيع التعايش مع التكنولوجيا المتقدمة وتنوير الرأي العام والمشتركين بشبكات الهاتف الجوال وأخذ الاحتياطات اللازمة. ولقد عقد المؤتمر الدولي الأول حول الهاتف الجوال وآثاره على الصحة بمدينة لندن في منتصف نوفمبر 1999م وحضره أكثر من (150) خبيراً وعالماً في جميع التخصصات الطبية والعلمية من (24) دولة في العالم، والذي نظمته مؤسسة (IBC) تليكوم الإنجليزية، وكان أهم توصياته العمل على إبعاد هوائي الهاتف الجوال عن جسم الإنسان بمسافة أكثر من 5 سم عن الرأس. وعن تأثير الهاتف الجوال على عيون مستخدميه وخصوصاً من مستعملي النظارات الطبية أو الشمسية فيقول د. صابر حلمي: النظارات يحيطها إطار خارجي من المعدن يعمل كمنظومة هوائية مع هوائي الهاتف الجوال ويصدر من هذا الإطار مجالات مغناطيسية لها تأثير مباشر على شبكة العين ويزيد من معدل امتصاص العين لتلك الموجات الكهرومغناطيسية مما يكون له تأثير مباشر على النظر وكذلك حدوث أمراض العيون المختلفة. وأشار. صابر زين الدين إلى الدور الرائد الذي تؤديه شركة الاتصالات السعودية من خلال حرصها الشديد على مثل هذه الجوانب، ويتضح ذلك بالتوزيع الأمثل والآمن لأبراج الجوال من خلال المدن، والحرص البالغ لأبعاد كل ما يحدق بالإنسان من خطورة نتيجة تطور التكنولوجيا. وحول الطريقة المثلى لاتقاء أضرار الأشعة لمستخدمي النظارات يقول د. صابر إن أفضل حل هو نزع النظارة أثناء المكالمات من خلال الهاتف الجوال وكذا الإقلال من استخدام الهاتف الجوال إلا عند الضرورة ووفق معدل ضئيل من الوقت. نشر في مجلة ( الاتصالات) العدد (16) بتاريخ المحرم 1421هـ).